استطاعت الحكومة المصرية بالتعاون مع شركة استشارات إيطالية الانتهاء من وضع مخطط للمثلث الذهبى الذى يعد مشروعًا قوميًا مستدامًا، وهو استكمالًا للمشروعات القومية التى تم الإعلان عنها منذ 7 سنوات، والذى يمتد على الطريق الساحلى فى منطقة المثلث المحصورة بين حدود مدينة سفاجا شمالاً والقصير جنوباً وقنا غربًا.
المخطط النهائي لمنطقة المثلث الذهبى تضم عددًا من المشروعات الخدمية المستهدف تدشينها، منها تأسيس محطة كهرباء بسعة 4 جيجاوات، تعمل بالفحم والطفلة الزيتية ومحطة طاقة شمسية بطاقة 250 ميجاوات، بالإضافة إلى محطة تحلية مياه بسعة 100 ألف متر مكعب فى اليوم، مدعومة بمصنع ملح ومصنع كلوركى، فضلاً عن معمل تكرير بطاقة 200 ألف برميل يومياً مرتبط بوحدات إنتاج بتروكيماوية.
وتسعى محافظة البحر الأحمر للحفاظ على البيئة بوصفها جزءًا رئيسيًا من رأس مال المحافظة السياحي، وبالتالى تم إطلاق منظومة للإعلان عن مدينة الغردقة مدينة خضراء فى نهاية 2022 عن طريق زيادة المساحات الخضراء، فى ضوء تتويجها ضمن أفضل 25 مقصدًا سياحيًا على مستوى العالم، وقد بدأت فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ مخطط تطويرى شامل لمدينة الغردقة، والذى يجرى تنفيذه على ثلاث مراحل، بما يُسهم فى زيادة جاذبيتها أمام السائحين الوافدين على مدار العام.
وتقدر التكلفة الاستثمارية لمشروع التنمية الشاملة لمدينة الغردقة بنحو 4.6 مليار جنيه، وشملت المرحلة الأولى منه إنشاء مدينة الحرفيين على مساحة 6 أفدنة، وتعد أول مدينة لجمع أصحاب الورش فى محافظة البحر الأحمر، للحفاظ على الوجه الحضارى للمدينة، وتحتوى على 1381 ورشة منها 134 محل قطع غيار ومراكز خدمة ومحطة بنزين وسوبر ماركت ومخبز ومطاعم، بتكلفة 340 مليون جنيه.
وشملت المرحلة الأولى أيضًا توفير وحدات سكنية بديلة للعشوائيات بمنطقة الروضة بالتعاون مع صندوق تطوير العشوائيات، بالإضافة إلى تنسيق وتطوير عدد من الشوارع الحيوية، إلى جانب تطوير ميدان الدهار، والجزر والمناطق الإدارية.
ووصلت التكلفة الاستثمارية لمشروعات المرحلة الأولى إلى 900 مليون جنيه، من خلال استغلال الجزيرة الوسطى وتوفير مجموعة متنوعة من الخدمات ومنها مسرح مكشوف، ومناطق لعب أطفال، ومحال وأكشاك تجارية، مناطق رياضية، ومناطق للاحتفالات والمناسبات، وكذا العمل على تعظيم الاستفادة من الأماكن التجارية واستغلالها كمركز تجارى سياحى، إلى جانب تطوير وتدعيم وسط المدينة التجارى والسياحى.
أما مشروعات المرحلة الثانية فتشمل جامعة الغردقة، وتنسيق وتطوير عدد من الشوارع والميادين الأخرى، بما يُسهم فى تعظيم الاستفادة من الامكانيات المتاحة بالمدينة جذبًا لمزيد من الحركة السياحية لها، وأن من المشروعات المستهدفة فى هذه المرحلة تطوير وتنسيق طريق المطار، الذى يبلغ طوله 7.6 كم، باعتبار أن هذا الطريق هو بوابة الدخول لمدينة الغردقة ويعكس الانطباع الأول للسائحين عن المدينة، كما يتميز هذا الطريق بقربه من الموقف الإقليمى وميناء الركاب والممشى السياحى القديم، وهو ما يعمل على تكامل الصورة الذهنية للغردقة.
وأما المرحلة الثانية فتقدر تكلفتها الاستثمارية بنحو 1.8 مليار جنيه، فيما تم وضع جدول زمنى للانتهاء من تنفيذ المرحلة الثالثة من المخطط عام بنهاية 2022 بتكلفة استثمارية تصل قيمتها لنحو 1.9 مليار جنيه، وفيما يتعلق بمشروعات المرحلة الثالثة المستهدف تنفيذها فتتضمن تطوير منطقة الهضبة، والشاطئ العام رقم 4، وكذا تطوير شاطئ الأحياء، إلى جانب تصميم وتنسيق الكورنيش القديم وطريق الشيراتون.
ومن المستهدف إنشاء موقف إقليمى مجمع للسيارات بالغردقة للعمل على تيسير الحركة داخل مدينة الغردقة وتحويلها للطريق الدائرى الأوسط على حدود المدينة، إلى جانب تطوير وتنسيق ميدان سينزو والمنطقة المحيطة به، للإسهام فى زيادة الجذب السياحى عن طريق توفير الأنشطة السياحية المختلفة، واستغلال المقومات المهدرة, وفى الوقت نفسه للعمل على زيادة نصيب الفرد من مسارات المشاة، إلى جانب تحسين الصورة البصرية النهارية والليلية.
وسوف يتضمن المشروع أيضًا تشكيل وحدات التنمية التعدينية المتخصصة فى استخراج الخامات وإقامة من 5 إلى 7 تجمعات تعدينية جديدة، ووصلات طرق ومحاور لربط مناطق الاستغلال التعدينى بمحاور الطرق الإقليمية الرئيسية.
وتهتم المحافظة بالتنوع فى جميع الأنماط السياحية المتاحة واستغلال كل المقومات السياحية والبيئة الممكنة وتوظيفها لخدمة المحافظة، من خلال افتتاح متحف الغردقة، والذى شهد ولأول مرة شراكة مع القطاع الخاص فى إنشاء المتاحف الفرعونية، وذلك بعد التنسيق مع وزارة الآثار.
وتقدر مساحة المتحف بنحو 3 آلاف متر ويحتوى على العديد من الآثار الفرعونية والقبطية والإسلامية وغيرها من التحف الخاصة والمتعلقة بالمحافظة، وبذلك تكون نجحت المحافظة فى تقليل تكلفة برنامج اليوم الواحد التى تعدها بعض شركات السياحة لزيارة الأقصر ثم العودة مرة أخرى للغردقة.
