مصدرك الأول في عالم البنوك

توقعات بتسجيل السندات الأميركية أكبر خسارة خلال عقود مع استمرار تشدد «الفيدرالي»

يتوقع الخبراء مزيد من التراجع المحتمل في أسعار السندات الأمريكية لتسجل أكبر خسارة في عقود، نظراً لأنَّ عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات تجاوز أو يزيد عن ذروة معدل “الاحتياطي الفيدرالي” خلال دورات تشديد السياسة النقدية السابقة. ويبلغ هذا العائد حوالي 3.19% حالياً.

بنك الاستثمار العربي

وكان تقرير الوظائف الأميركي، الصادر يوم الجمعة الماضي، أظهر زخم الاقتصاد في مواجهة الجهد المتزايد من قبل “الاحتياطي الفيدرالي” لتخفيف وطأة هذا الزخم، إذ سرعان ما تضيف الشركات الوظائف، وتزيد الرواتب فيما تنضم المزيد من القوة العاملة الأميركية.

وأشار التقرير إلى انخفاض عوائد سندات الخزانة، إذ أظهرت الأرقام تراجعاً طفيفاً في ضغوط الأجور وارتفاعاً في معدل البطالة، فقد عززت الصورة العامة التكهنات بأنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي مستعد لمواصلة رفع أسعار الفائدة والإبقاء عليها مرتفعة إلى أن يتراجع التضخم.

يأخذ متداولو عقود المقايضة في الحسبان فرصة أفضل قليلاً من احتمال أن يواصل البنك المركزي رفع سعر الفائدة المرجعي بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية في 21 سبتمبر، ويشدّد السياسة حتى تصل إلى حوالي 3.8%.

ومن جانبها قالت كيري ديبس، المخططة المالية المعتمدة في “مين ستريت فاينانشال سوليوشنز” (Main Street Financial Solutions)، إنَّ التضخم وسياسة التشدّد التي يتبعها “الاحتياطي الفيدرالي” “دمّرا الأسواق”، وإنَّ “التضخم لن يتلاشى في غضون شهرين، كما أنَّ هذا الواقع يلحق الضرر”.

فقدت سوق الخزانة أكثر من 10% خلال عام 2022، مما جعلها في طريقها نحو أكبر خسارة سنوية لها، وأول انخفاضات سنوية متتالية منذ أوائل السبعينيات من القرن الماضي على الأقل، وفقاً لمؤشر “بلومبرغ”. وأُهدر الانتعاش الذي بدأ في منتصف يونيو، مدعوماً بتكهنات مفادها أنَّ الركود سيؤدي إلى خفض أسعار الفائدة العام المقبل إلى حد كبير، إذ أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أنَّه يركز بشكل مباشر على خفض التضخم. وبلغت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين يوم الخميس الماضي 3.55%، وهي أعلى نسبة منذ 2007.

في الوقت نفسه، ارتفعت العوائد الحقيقية قصيرة الأجل، أو تلك المعدّلة حسب التضخم المتوقَّع، مما يشير إلى تشديد كبير في الأوضاع المالية.

ويعد ريك ريدر، كبير مسؤولي الاستثمار للدخل الثابت العالمي في شركة “بلاك روك” (BlackRock Inc) التي تعد أكبر مدير للأصول في العالم، من بين أولئك الذين يعتقدون أنَّ العائدات طويلة الأجل قد ترتفع أكثر. وتوقَّع في مقابلة على تلفزيون “بلومبرغ” يوم الجمعة الماضي ارتفاعاً بـ75 نقطة أساس لسعر الفائدة الفيدرالي هذا الشهر، والتي ستكون الخطوة الثالثة على التوالي بهذا الحجم.

وسمح تقرير العمل يوم الجمعة، والذي أظهر تباطؤاً في نمو الرواتب، للأسواق أنَّ “تتنفس الصُعداء”، وفقاً لـ”ريدر”، الذي أشار إلى أنَّ شركته كانت تشتري بعض الأوراق المالية قصيرة الأجل ذات الدخل الثابت للاستفادة من الزيادة الكبيرة في العوائد، لكنَّه يعتقد أنَّ من لديه سندات ذات أجل استحقاق أطول، سيكون أمامه مجال أكبر للزيادة.

أضاف: “أرى أسعار الفائدة ترتفع في المدى الطويل. وأعتقد أنَّنا نقترب من هذا الوضع. وأرى أنَّنا في الطرف الأعلى لهذا النطاق. لكنَّني أعتقد أنَّه من الصعب للغاية القول إنَّنا رأينا الارتفاعات حالياً”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.