شعبة الذهب: الأسبوع المقبل اختبار مهم لتحديد اتجاه الأسعار العالمية حتى نهاية 2023
شهدت السوق العالمية للذهب خلال الأسبوع الماضي، قدرًا كبيرًأ من التقلبات منذ منتصف أغسطس 2020، بعد أن سجل الذهب أعلى مستوى قياسي سابق له، فيما توجهت أسعار الذهب قبيل عطلة نهاية الأسبوع بانخفاض يزيد عن 3%، مع تأرجح قدره 141 دولار.
اختتم الذهب تداولات الأسبوع الماضي وسط حركة بيع واسعة لجني الأرباح للاستفادة من السعر التاريخي الذي حققه الأسبوع الماضي مسجلًا 2115 دولار للأوقية، بينما انخفض السعر قبيل نهاية الأسبوع نتيجة حركة بيع واسع وبدأ الأسبوع الجديد في حالة من الترقب ستضع الذهب عند مستوى المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم بين 1959 و2150 دولار للأوقية، بينما ينشد المشترين عودة السعرعند مستوى دعم 1980 دولار للأوقية.
يقول هاني ميلاد جيد رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية، إن الأسواق العالمية تترقب أسبوعًا مهمًا سيحدد اتجاه أسعار الذهب حتى نهاية العام الحالي فالأسبوع المقبل بمثابة اختبار مهم لسوق الذهب فبالإضافة إلى انتظار نتائج قرارات السياسة النقدية للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، تترقب الأسواق التوقعات الاقتصادية المحدثة لبنك الاحتياطي الفيدرالي والمعروفة باسم “مخطط النقاط”، وقرارات بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة، ومؤشر أسعار المستهلك الأمريكي عن شهر نوفمبر.
وبينما يكون الاحتياطي الفيدرالي في دائرة الضوء الأسبوع المقبل، سيصدر بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي قرارات السياسة النقدية، مع توقع الأسواق أن تظل أسعار الفائدة دون تغيير. ومع ذلك، لا يزال المستثمرين في ترقب لمعرفة ما إذا كان هناك تحول في تحيزات البنوك المركزية التشديدية، لتوقع التوجه الجديد لأسواق الذهب.
ويرى “ميلاد” أن الارتفاع الكبير الذي شهدته الأسواق وعمليات البيع اللاحقة لم تكن مفيدًة لحركة أسعار الذهب على المدى الطويل، إلا أن تخفيض أسعار الفائدة المحتمل في عام 2024، قد يحافظ على الأسعار عند مستوى أقل من 2050 دولار للأونصة على المدى القريب.
في التحديث الأخير للتوقعات الاقتصادية المحدثة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الصادر في سبتمبر، أشار المركزي إلى أنه لا يرى سوى تخفيضين محتملين في أسعار الفائدة في عام 2024، ومع ذلك تتوقع الأسواق احتمالًا بنسبة 60% تقريبًا أن يأتي التخفيض الأول في مارس المقبل بما سيحرك الأسعار العالمية إلى ارتفاعات جديدة.
ومن جانبه يرى لطفي المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، أن حركات البيع التي شهدتها الأسواق خلال الأسبوع الماضي وتحسن مؤشرات أداء الاقتصاد الأمريكي وتقرير بيانات التوظيف الصادر يوم الجمعة، والتي أظهرت نجاح الاقتصاد الأمريكي في خلق 199 ألف وظيفة الشهر الماضي، متجاوزًا التوقعات وخفض معدل البطالة إلى 3.7%، مقارنة بـ3.9% في أكتوبر، والسياسة المتشدة للفيدرالي عبر التصريحات المستمرة للتمسك باستخدام أسعار الفائدة للسيطرة على التضخم الجامح سيخلق أسواقًا متقلبة خلال الأسبوع الحالي.
وأضاف أنه على الرغم من أن أسعار الذهب قد تواجه صعوبات الأسبوع المقبل، إلا أن السوق لا تزال في حالة جيدة، فالارتفاع التاريخي الذي حققه الذهب الأسبوع الماضي يظهر مدى الإمكانات التي يتمتع بها المعدن الثمين عند وجود ظروف مناسبة في الأسواق.
وأشار المنيب إلى أنه من المتوقع أن تنخفض الأسعار العالمية خلال الأسبوع الحالي نتيجة حالة الترقب ومحاولات استقراء التحرك المستقبلي للأسواق، إلا أن السعر الحالي يمثل نقطة دخول جذابة للعديد من المستثمرين، ويظل الجانب السلبي محدود في الذهب مع السعر الحالي.
أما على الصعيد المحلي قال أسامة الجلا، سكرتير عام الشعبة العامة للذهب، لم تشهد الأسعار تحركات عنيفة كالتي شهدتها الأسواق العالمية وجاءت الاستجابة للمتغيرات التي شهدتها الأسواق العالمية تدريجية ليستقر السعر عند 2790 جنيهًا لشراء جرام عيار 21 على مدى أسبوع كامل و2770 جنيها للشراء مع تحركات بسيطة بالزيادة أو التراجع 5 جنيهات في سعر الجرام، فيما سجل إجمالي التراجع الذي شهدته الأسواق منذ الأسبوع الماضي حتى وقت كتابة التقرير بحوالي 30 جنيها مقارنة بسعر جرام 21 الذي سجل 2815 جنيها خلال الأسبوع الماضي.
وسجل متوسط جرام 18 الأكثر استخدامًا في المشغولات الذهبية بالأسواق المصرية خلال تعاملات اليوم 2391.5 جنيه وبلغ متوسط قيمة الذهب في الجنيه قبل احتساب الدمغة والضريبة والمصنعية 22 ألفًا و320 جنيهًا.