مصدرك الأول في عالم البنوك

المركزي المصري يرصد حركة الأسواق العالمية خلال أسبوع

أصدر البنك المركزي المصري، نشرته الدورية المختصرة للتوعية بأهم تطورات الأسواق العالمية خلال الفترة من 15 إلي 22 ديسمبر 2023.

الأسواق العالمية:

كان هذا الأسبوع مكتظاً بالعديد من التقارير المتعلقة بالمؤشرات الاقتصادية والتي أكدت على قدرة الاحتياطي الفيدرالي على تحقيق الهبوط السلس للاقتصاد.

وأظهرت بيانات العمالة وسوق الإسكان و الطلب التجاري ومعنويات المخاطرة ازدهار الاقتصاد نسبيًا، ومن ناحية أخرى جاءت بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، أقل من التوقعات، مما يشير إلى احتمالية قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتيسير السياسة النقدية في وقت أقرب من المتوقع.

وبالمثل، جاء مؤشر أسعار المستهلك في المملكة المتحدة والبيانات النهائية الصادرة لمؤشر أسعار المستهلك في الاتحاد الأوروبي أقل من التوقعات، مما يشير إلى تراجع الضغوط على الأسعار على مستوى الأسواق المتقدمة.

ونتيجة لذلك، خسرت سندات الخزانة الأمريكية بشكل حاد بينما ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية، حيث شهد مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 أفضل أداء له منذ عام 2017، مرتفعًا للأسبوع الثامن على التوالي.

وعلى عكس مؤشرات الأسهم الأمريكية، تراجعت أسهم الأسواق الناشئة على خلفية إعلان المسؤولين في الصين عن بعض الإجراءات التي قد تحد من أرباح قطاع التكنولوجيا.

أما على صعيد أسعار النفط، فقد ارتفعت بعد تزايد هجمات الحوثيون على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، مما دفع بعض الشركات إلى تغير مسار سفنها بعيداً عن المنطقة، كما أدت الهجمات إلى قيام الولايات المتحدة بتشكيل تحالف بحري لحماية التجارة في البحر الأحمر.

تحركات الأسواق

سوق السندات:

انخفضت غالبية عوائد سندات الخزانة الأمريكية، بقيادة السندات قصيرة الأجل، حيث رفع المتداولون تسعيرهم لقيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة مع تراجع التضخم بشكل مفاجئ.

وباستثناء عوائد السندات لأجل 30 عامًا، تراجعت عوائد سندات الخزانة على مستوى جميع آجال الاستحقاق، حيث وصلت عوائد السندات لأجل عامين إلى أدنى مستوى لها منذ نهاية شهر مايو، وذلك بعدما أصبح من المرجح حدوث سيناريو”الهبوط السلس” للاقتصاد.

وكانت البيانات الصادرة هي الدافع الرئيسي لتحركات العوائد، حيث أظهرت البيانات العديد من المفاجأت، مثل تحسن معنويات الأسواق، وزيادة عدد الطلبيات الجديدة، وارتفاع بيانات قطاع الإسكان بشكل مفاجئ، وذلك في الوقت الذي تراجعت فيه مطالبات البطالة وانخفض معدل التضخم بشكل مفاجئ، مما أدى إلى تسليط الضوء على صلابة الاقتصاد، وعلى تراجع ضغوط الأسعار تدريجيًا إلى مستوى يفضله الاحتياطي الفيدرالي.

وعلى مدار الأسبوع، قدم العديد من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي تصريحات متباينة، إلا أن المتداولين كانوا أكثر تفاعلًا مع التصريحات التي تميل تجاه تيسير السياسة النقدية، خاصة تصريحات باركين يوم الثلاثاء، والتي أشار فيها إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيتخذ خطوة إذا تراجع التضخم.

ونتيجًة لذلك، سعرت الأسواق خفض سعر الفائدة بشكل كامل خلال 2024، مما دفع عوائد سندات الخزانة لأجل عامين – والأكثر تأثرًا بالفائدة – إلى التراجع بشكل حاد.

عملات الأسواق المتقدمة:

تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.83% ليستقر عند أدنى مستوى له في 4 أشهر، ليسجل هبوطاً في 6 أسابيع تداول من أصل 8 أسابيع. وتكبد المؤشر أغلب الخسائر خلال يومي الثلاثاء والخميس، حيث أشارت تصريحات باركين – رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند – بجانب البيانات الاقتصادية الرئيسية، إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة بصورة أعلى من التوقعات.

ومع تراجع الدولار، ارتفع اليورو والجنيه الإسترليني بنسبة 1.09% و0.16% على التوالي، حيث حقق اليورو مكاسب خلال أغلب جلسات التداول، وذلك بعدما أكد مجموعة من أعضاء مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي على أنه من السابق لأوانه البدء في الحديث عن خفض أسعار الفائدة، مما يشير إلى احتمالية استمرار تشديد السياسة النقدية في أوروبا في الوقت الذي سيكون فيه الاحتياطي الفيدرالي قد بدأ بالفعل في خفض أسعار الفائدة.

كما ارتفع الجنيه الإسترليني على خلفية تراجع الدولار، علمًا بأن مكاسب العملة قد تقلصت نتيجة انخفاض التضخم بشكل حاد في المملكة المتحدة. وختامًا، انخفض الين الياباني بنسبة 0.18% بعد فشل بنك اليابان في تقديم أي معلومات حول موعد تغيير سياسة الفائدة السلبية خلال اجتماعه الأخير للسياسة النقدية هذا العام.

عملات الأسواق الناشئة:

ارتفع مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 0.02% وسط أداء متباين لعملات الأسواق الناشئة.
وحققت 14 عملة من أصل 23 عملة يتتبعها مؤشر بلومبرج مكاسب خلال هذا الأسبوع.

كان السول البيروفي (+2.04%) العملة الأفضل أداءً هذا الأسبوع، حيث استفادت العملة من تراجع الدولار، لتنهي بذلك سلسلة الخسائر التي استمرت ثلاثة أسابيع وتسجل أفضل أداء أسبوعي لها منذ سبعة أسابيع.

وكان الريال البرازيلي (+1.70%) ثاني أفضل العملات أداءً، حيث استفاد الريال من قرار وكالة “ستاندرد آند بورز” برفع التصنيف الائتماني للبلاد، كما استفاد من ارتفاع أسعار النفط، وهو أحد أكبر صادرات البلاد.

وعلى صعيد أخر، كان الروبل الروسي (-2.18%) العملة الأسوأ أداءً هذا الأسبوع، حيث سجل أكبر خسائر بقياس أسبوعي منذ أكتوبر بسبب فرض عقوبات جديدة على روسيا بعدما أقر الاتحاد الأوروبي حزمة العقوبات الثانية عشرة، والتي تشمل إجراءات تجميد الأصول الروسية بدول الاتحاد الأوروبي.

وكان البيزو التشيلي (-1.54%) ثاني أسوأ العملات أداءً، حيث تراجعت العملة للأسبوع الثالث على التوالي، وذلك بعدما أعاد البنك المركزي التشيلي التأكيد على توقعاته السابقة حيال عدم تسجيل الاقتصاد لأي نمو خلال عام 2023.

ويذكر أن البنك المركزي التشيلي سرّع وتيرة خفض أسعار الفائدة كما هو متوقع.

أسواق الأسهم:

استمرت مكاسب مؤشرات الأسهم الأمريكية، حيث شهد مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 أطول سلسلة مكاسب له منذ عام 2017، وسط تزايد التوقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة وإمكانية تحقيق الهبوط السلس.

وحققت مؤشرات الأسهم الأمريكية مكاسب، حيث أظهرت البيانات الاقتصادية قوة الاقتصاد الأمريكي نسبيًا بينما انخفضت بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، بشكل غير متوقع، مما يشير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد اقترب من الوصول لهدف التضخم، إلى جانب قرب انهاء زيادة تكاليف الاقتراض للشركات والمستهلكين.

وفيما يتعلق بأرباح الشركات، تراجع سهم شركة نايكي للملابس والأحذية الرياضية بنسبة 12% يوم الجمعة بعد أن حذرت الشركة من تراجع توقعات الإيرادات وأنها تخطط لخفض التكاليف والتي من شأنها أن تشمل الاستغناء عن الكثير من الموظفين.

وحقق مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 مكاسب للأسبوع الثامن على التوالي، مسجلًا أطول سلسلة مكاسب أسبوعية منذ عام 2017 وبداية قوية لما يسمى بـ”سانتا كلوز رالي”، وهو صعود الأسواق قرب عيد الميلاد.

كما ارتفع المؤشر بنسبة 0.75%، ليستقر عند أعلى مستوى له في عامين. وفيما يتعلق بأسهم التكنولوجيا، صعد كل من مؤشر ناسداك المركب Nasdaq Composite ومؤشر + FANG للشركات التكنولوجية الكبرى بنحو 1.21% و1.35% على التوالي، مع وصول مؤشر + FANG للشركات التكنولوجية الكبرى إلى أعلى مستوى له على الإطلاق. وبالمثل، صعد كل من مؤشر 2000Russell للشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة ومؤشر داو جونز الصناعي Dow Jones بنسبة 2.46% و0.22% بالترتيب.

كما ارتفعت تقلبات الأسواق بشكل طفيف طبقًا لقراءات مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق بمقدار 0.75 نقطة ليستقر عند 13.03 نقطة، أي أقل من متوسطه البالغ 16.92 نقطة منذ بداية العام وحتى تاريخه.

حققت مؤشرات الأسهم الأوروبية مكاسب على خلفية ارتفاع معنويات المخاطرة عالميًا ولكن كانت المكاسب محدودة، حيث كانت غالبية تصريحات أعضاء البنك المركزي الأوروبي تميل نحو تشديد السياسة النقدية. وارتفع مؤشر Stoxx 600 بنسبة 0.21%، مسجلا مكاسب للأسبوع السادس على التوالي، ليستقر عند أعلى مستوى له منذ شهر يناير 2022.

وصعد المؤشر على خلفية تحسن معنويات المتداولين التي كانت أكثر إيجابية بشكل عام حيال الأصول ذات المخاطر في الأسواق المتقدمة ومع ارتفاع الأسهم البريطانية – والتي تشكل غالبية المؤشر – بعد هبوط التضخم بشكل حاد.

وكانت مكاسب الأسهم الأوروبية محدودة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة، حيث أشار معظم أعضاء البنك المركزي الأوروبي إلى أنه من المرجح أن يبقي البنك المركزي الأوروبي على سياسته النقدية التشديدية لفترة أطول.

وتباين أداء المؤشرات الأخرى في المنطقة حيث ارتفع مؤشر FTSE 250 البريطاني (+2.20%) في حين تراجع كل من مؤشر MIB الإيطالي (-0.07%) ومؤشر DAX الألماني (-0.27%) ومؤشر CAC 40 الفرنسي (-0.37%).

أسهم الأسواق الناشئة:

على الرغم من تزايد التكهنات بشأن تغيير بنك الاحتياطي الفيدرالي لسياسته النقدية المشددة في وقت أقرب خلال العام المقبل، إلا أن أسهم الأسواق الناشئة قد تراجعت مع انخفاض مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 0.86%.

وقادت مؤشرات الأسهم في آسيا للخسائر نظرًا لفرض بعض الإجراءات الصارمة في قطاع التكنولوجيا. وأعلنت الهيئات التنظيمية الصينية يوم الجمعة عن قواعد جديدة تهدف إلى الحد من الإنفاق على الألعاب عبر الإنترنت، مما يهدد بخسارة أسهم بعض كبرى شركات الألعاب الصينية، بما في ذلك تينسنت “Tencent” ونيت إيز “NetEase”.

كما تراجع مؤشر شنغهاي المركبShanghai Composite في الصين بنحو 0.94%، مستمرًا في سلسلة خسائره التي دامت لخمسة أسابيع، في أطول سلسلة خسائر له منذ شهر مايو، وكان المؤشر قد سجل خسائر خلال جلسة الأربعاء، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ شهر أكتوبر.

كما هبط مؤشر Shanghai Shenzhen CSI 300 بنحو 0.13%، لتستمر سلسلة خسائره التي استمرت ستة أسابيع، وهي الأطول منذ عام 2011. وسجل المؤشر خسائر خلال جلسة الأربعاء، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ فبراير 2019.

وفي هونج كونج، هبط مؤشر هانج سنج Hang Seng بنسبة 2.69% وخسر مؤشر هانج سنج لأسهم التكنولوجيا Hang Seng Tech بنحو 6.15%، وهو أسوأ أداء أسبوعي له منذ شهر أغسطس، لينهي تداولات الأسبوع عند أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2022.

وفي غضون ذلك، أنهت مؤشرات الأسهم بأمريكا اللاتينية تداولات الأسبوع على ارتفاع بعد صعود قوي بمؤشرات الأسهم الأمريكية ومع رفع وكالة ستاندرد آند بورز التصنيف الائتماني للبرازيل درجة واحدة إلى “BB”. كما حقق مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة بأمريكا اللاتينية MSCI LATAM مكاسب بنسبة 2.53%، وسجل أعلى مستوياته منذ أبريل 2022.

الذهب:

ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 1.66% لتستقر عند 2053.08 دولار للأونصة، أي أقل قليلاً من أعلى مستوى سجله المعدن خلال تعاملات الأسبوع المنتهي في 1 ديسمبر. وكذلك، ارتفع على خلفية انخفاض عوائد سندات الخزانة وتراجع الدولار، مما عزز الطلب على الأصول التي لا تدر عائد.

النفط:

ارتفعت أسعار النفط للأسبوع الثاني على التوالي، مسجلة مكاسب بنسبة 3.29% لتستقر عند 79.07 دولار للبرميل، لتصل بذلك لأعلى مستوى لها في شهر، حيث كثف الحوثيون في اليمن هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر، مما دفع شركات شحن الحاويات وناقلات النفط الكبرى إلى اتخاذ قرار بتعليق مرور سفنها عبر البحر الأحمر أو الإعلان عن إعادة توجيه مساراتهم بعيدًا عن هجمات الحوثيين، وهو ما يهدد بدوره حجم امدادات النفط.

ورداً على ذلك، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستنشئ تحالف بحري لحماية السفن التي تمر في البحر الأحمر، إلا أن الحوثيين هددوا بمهاجمة السفن البحرية الأمريكية إذا تعرض مقاتلوهم لهجوم، كما أعلنت عدة دول، مثل إسبانيا وإيطاليا، عن عدم انضمامهم للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وعلى صعيد آخر، أعلنت أنجولا عن انسحابها من منظمة “أوبك+” بعد 16 عامًا من عضويتها، وذلك نتيجة عدم حل الخلافات حول حصص الإنتاج بين الأعضاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.