مصدرك الأول في عالم البنوك

المؤتمر المصرفي العربي 2025 يناقش شراكة القطاعين العام والخاص لتمويل الاقتصاد

محافظ البنك المركزي : نحتاج حلولاً تمويلية مبتكرة ومرنة تتيح جمع الموارد المالية اللازمة

أكد حسن عبدالله، محافظ البنك المركزي المصري، أن المنطقة العربية تواجه العديد من التحديات سواء التغيرات المناخية أو ارتفاع تكلفة التمويل والظروف الاقتصادية غير المستقرة عالمياً، ولكن في المقابل، يمكن للشراكات بين القطاعين العام والخاص أن تخلق فرصاً استثنائية في هذه الظروف لتحقيق التكامل والتنسيق بين الأطراف المعنية والفاعلة في اتخاذ القرار ودعم اقتصاداتنا العربية.

 

وقال محافظ البنك المركزي، في كلمته خلال المؤتمر المصرفي العربي 2025 بالقاهرة تحت عنوان “الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتمويل الاقتصاد” والتي ألقاها نيابة عنه طارق الخولي، نائب محافظ البنك المركزي، إن واقعنا الاقتصادي، بفرصه الواعدة وتحدياته، يفرض علينا جميعاً إعادة النظر في أطر العمل التقليدية، واستحداث آليات أكثر مرونة وابتكاراً في تمويل التنمية.

 

وأضاف أن الشراكة بين القطاعين العام والخاص (بي بي بي) تبرز كأداة استراتيجية لا غنى عنها؛ ليس فقط لتمويل المشاريع، بل لتسريع تنفيذها، وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة، وتقاسم المخاطر بطريقة متوازنة.

 

وأشار إلى أن التجارب الناجحة سواء في الوطن العربي أو خارجه قد أثبتت أن هذه الشراكات قادرة على إحداث فارق حقيقي، خاصة في قطاعات البنية التحتية، والطاقة الجديدة والمتجددة، والتعليم، والرعاية الصحية، والنقل، والاتصالات، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهي القطاعات التي تُعد قاطرة النمو، ومحركاً للتنمية الشاملة والمستدامة.

 

وأوضح أنه لا يمكن الحديث عن شراكات فعالة دون الإشارة إلى الدور الحيوي الذي يلعبه القطاع المصرفي العربي، حيث إن المصارف ليست فقط مؤسسات مالية تقليدية، بل أصبحت اليوم شريكاً أساسياً في صياغة الحلول التمويلية، وابتكار الأدوات التي تدعم هذا النوع من المشاريع طويلة الأجل خاصة فيما يتعلق بالتمويل الأخضر والمناخي.

 

وشدد على ضرورة دولنا العربية بتبني استراتيجيات طموحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتي تشمل القضاء على الفقر، وإيجاد التعليم الجيد، والصحة الجيدة والرفاهية، والحفاظ على البيئة، والعمل المناخي وعقد الشراكات،

 

مشيراً إلى أنه لتحقيق هذه الأهداف، نحن بحاجة إلى حلول تمويلية مبتكرة ومرنة تتيح لنا جمع الموارد المالية اللازمة من جميع الأطراف المعنية؛ وهو الأمر الذي يتطلب تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

 

ولفت إلى أنه من أبرز التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدول الناشئة مثل مصر ومعظم الدول العربية هي جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية في المشاريع التنموية الكبرى، خاصة في ضوء الاهتمام المتزايد بالتحول الرقمي والابتكار.

 

وأكد أنه لا يمكن الحديث عن تعزيز الشركة بين القطاعين العام والخاص دون التأكيد على أهمية دور الحكومات في تفعيل الأطر المؤسسية والقانونية التي تنظم الشراكة بين القطاعين، وتوفير آليات فض النزاعات، وضمان الشفافية والحوكمة الرشيدة؛ مما يعزز من ثقة المستثمرين ويجذب رؤوس الأموال؛ لا سيما في ظل المنافسة الإقليمية والدولية على تدفقات الاستثمار.

 

ونوه بأن البنوك المركزية العربية تقوم بدور هام في تشجيع البنوك لتمويل هذه المشروعات؛ فضلاً عن تعزيز الاستقرار المالي الذي يُعد الأساس الذي تبنى عليه الثقة بين كافة الأطراف.وتحت رعاية محافظ البنك المركزي المصري حسن عبد الله، أعلن المصرف المتحد رعايته للمؤتمر المصرفي العربي 2025 ضمن كوكبة من المؤسسات. يقام الاجتماع السنوي في مدينة القاهرة في الفترة من 28-29 أبريل الحالي.

 

تقام فاعليات المؤتمر تحت عنوان : “الشراكة بين القطاع العام والخاص لتمويل الاقتصاد” بمشاركة قيادات مالية ومصرفية ووفود من ممثلي القطاع العام والخاص في عدد من الدول العربية. وذلك بهدف توفير منصة لاكتشاف نماذج شراكة مبتكرة توازن بين المصلحة العامة وربحية القطاع الخاص.

 

كذلك معالجة التحديات الرئيسية التي تعيق التنفيذ الناجح لمشاريع الشراكة وتبادل المعرفة بين الحكومات والمؤسسات المالية والقطاع الخاص. كذلك تناول جهود الدول العربية وسعيها المستمر لمواءمة اولوياتها التنموية مع الاتجاهات العالمية.

 

وشهدت الاجتماعات التركيز علي دمج الاستدامة والشمولية في استراتيجيات الشراكة بين القطاع العام والخاص. كذلك اطروحات لتعزيز التعاون الاقليمي وتطوير اطر للشراكة تهدف الي تعزيز الاستثمارات العابرة للحدود. مما يدعم التكامل الاقتصادي الاقليمي خاصة في ظل المشهد الجيوسياسي والاقتصادي الحالي.

 

فضلا عن تمهيد الطريق لحلول عملية من شأنها ان تحدث تحولا ايجابيا في المنطقة.

 

وتعقيبا علي مشاركة المصرف المتحد,، أكد اشرف القاضي الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب علي أهمية تعزيز الشراكة بين القطاع العام والخاص لفتح افاق جديدة للتمويل التنموي في المنطقة العربية والاقليمية.

 

وأضاف ان قضايا التنمية المستدامة العربية تعتبر احد التحديات الرئيسية بالمنطقة. وهذا يتطلب تطوير آليات العمل العربي المشترك والاخذ بنموذج التكامل الاقليمي خاصة في ضوء الارتباط الوثيق بين متطلبات التنمية الاقتصادية والحاجة الي تنفيذ مشروعات اقليمية عملاقة في العديد من المجالات خاصة المتعلقة بتحسين الظروف المناخية بهدف تنفيذ خطط التنمية الشاملة.

 

وأشاد القاضي بجهود الدولة المصرية والدول العربية والبنك المركزي المصري بالتنسيق مع البنوك المركزية العربية لتحقيق اهداف التنمية المستدامة من تنمية حقيقية للطاقات البشرية والعلمية والتي تستلزم تركيز الجهود في مجال الصحة والتعليم والتركيز علي التحول لمجتمع معرفي وتطوير مجالات البحث العلمي والابتكار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.