الرئيس يوجه محافظ المركزي بجذب الاستثمارات الأجنبية وتمكين القطاع الخاص
أكد السيسي على ضرورة استمرار جهود زيادة الحصيلة الدولارية

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي حسن عبد الله محافظ البنك المركزي بضرورة مواصلة العمل المكثف لتوفير الظروف الملائمة لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وتمكين القطاع الخاص
كما وجه بتعزيز الحوافز للاستفادة من الفرص الاقتصادية المُتاحة، وإتاحة الفرص للقطاع الخاص لدفع النمو الاقتصادي، بما يسهم في جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية
واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، مع حسن عبد الله محافظ البنك المركزي.
وصرح المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الاجتماع تناول عدداً من المحاور المتعلقة بأداء الاقتصاد المصري خلال الفترة الحالية، بما في ذلك الجهود المبذولة لاستمرار انخفاض مُعدلات التضخم، والمؤشرات الخاصة بتعزيز احتياطات الدولة من النقد الأجنبي؛
كما تم استعراض الوضع بالنسبة للاقتصاد العالمي، وتداعيات التحديات التي تواجه مُختلف دول العالم، وانعكاسات ذلك على الاقتصاد الكلي.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس أكد خلال الاجتماع على أن إتاحة الموارد الدولارية بشكل كافٍ ينعكس بصورة إيجابية على توفير مخزون مطمئن من السلع المختلفة، والمنتجات البترولية، وكذا مستلزمات الانتاج للمصانع،
كما أكد الرئيس على ضرورة استمرار جهود زيادة الحصيلة الدولارية، وخاصة من الموارد المحلية، وتواصل التنسيق بين الحكومة والبنك المركزي لضمان الحفاظ على سعر صرف مرن ومُوحد للعملة الأجنبية.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الاجتماع استعرض كذلك ما يتعلق بإتاحة الفرص والتمويل للقطاع الخاص لدفع النمو الاقتصادي، بما يسهم في جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية، وتعظيم دور القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي.
وتنتهي اليوم الولاية الثالثة لـ “حسن عبدالله” كقائم بأعمال محافظ البنك المركزي وسط ترقب قطاع المال والأعمال بصدور قرار جمهوري بالتجديد لـ عبد الله سنة رابعة أو الإعلان عن اسم جديد.
وحسب ما ينص عليه القانون، فإن تعيين محافظ البنك المركزي لمدة 4 سنوات يتطلب موافقة مجلس النواب، وهو ما يُعد أمرًا غير ممكن حاليًا لحين انتخاب وتشكيل البرلمان الجديد. ومن ثم، من المرجح أن يقتصر القرار المرتقب على تكليف المحافظ المرتقب قائمًا بالأعمال لمدة عام.
العام الماضي أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا جمهوريا، بالتجديد لحسن عبد الله قائما بأعمال محافظ البنك المركزي المصري لمدة عام وذلك للمرة الثالثة على التوالي ابتداء من يوم 18 أغسطس 2024، وفق ما نشرته الجريدة الرسمية.
وجاء قرار تعيين حسن عبد الله قائما بأعمال محافظ البنك المركزي بعد يوم واحد من تقدم طارق عامر باستقالته من منصب محافظ البنك المركزي والذي قضى 7 سنوات في منصبه، واستقال قبل عام و3 شهور تقريبا من نهاية ولايته الثانية.
ووافق عبد الله على تولي مهمة منصب القائم بأعمال محافظ البنك المركزي مع مواجهة مصر أوضاعا اقتصادية شديدة الصعوبة أهمها ضغوط نقص العملة الأجنبية بعدما تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في خروج استثمارات بنحو 22 مليار دولار خلال العام الماضي بما انعكس على انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار، وتسارع معدل التضخم ,وتيرة زيادة الأسعار
نجحت سياسات حسن عبد الله النقدية في العبور بمصر من أزمة دولارية العام الماضي، وزيادة احتياطي النقد الأجنبي لمصر إلى 49.036 مليار دولار حتى يوليو الماضي على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة على مستوى العالم.
كما أسهمت سياساته النقدية في زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج لتحقق طفرة واضحة في الفترة من يوليو إلى مايو من العام المالي 2024/2025، حيث ارتفعت بمعدل 69.6% لتصل إلى نحو 32.8 مليار دولار (مقابل نحو 19.4 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام السابق).
ويتمتع حسن عبد الله، بخبرة مهنية متميزة ومرموقة، تمتد لأكثر من 40 عامًا، تقلد خلالها العديد من المناصب القيادية المهمة، وحقق خلالها الكثير من النجاحات، حيث كان ضمن الفريق الذي نفذ برنامج الإصلاح المصرفي، مطلع الألفية الحالية.
وحصل حسن عبد الله على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال عام 1982 من الجامعة الأمريكية في القاهرة، وعلى ماجستير في إدارة الأعمال عام 1992 من الجامعة نفسها.
وشغل منصب الرئيس التنفيذي ونائب الرئيس في “البنك العربي الإفريقي الدولي”، ورئيس مجلس إدارة “اتحاد المصارف العربية والفرنسية” في هونغ كونغ، والمؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة “وفاءً لمصر”.
كما تم تعيينه رئيساً للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بعد إعلان خطة طموحة لتطوير الشركة، بجانب شغله لعدد من المناصب التنفيذية الكبرى.
أما على المستوى الأكاديمي، فقد عمل محافظ البنك المركزي الجديد في عضوية هيئة التدريس في الجامعة الأمريكية في القاهرة، وعضوية المجلس الاستشاري الاستراتيجي في كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية في القاهرة.
وأعلنت مؤسسة The banker العالمية، عن اختيارها حسن عبد الله محافظ البنك المركزي المصري كأفضل محافظ على مستوى القارة الإفريقية لعام 2025. وتمنح الجوائز للمسؤولين الذين استجابوا بشكل أفضل للتحديات المالية.
وذكرت مؤسسة the banker أن حسن عبد الله حصل على جائزة “أفضل محافظ مركزي لهذا العام في أفريقيا” من مجلة “ذا بانكر” تقديراً لدوره في استعادة قدر من الاستقرار للاقتصاد المصري في أوائل مارس 2024.
وفي أكتوبر 2024 أعلنت مجلة جلوبال فاينانس العالمية عن اختيار حسن عبد الله محافظ البنك المركزي المصري، ضمن قائمة أفضل محافظي البنوك المركزية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لعام 2024.
وفي فبراير 2025 توج حسن عبد الله بجائزة أفضل محافظ بنك مركزي في إفريقيا لعام 2025 ، من مؤسسة The banker العالمية، وتأتي هذه الجائزة تقديرًا لجهود «عبدالله» في استعادة استقرار الاقتصاد المصري في أوائل مارس 2024.
وأكد مصرفيون أن تجديد الثقة في حسن عبد الله كمحافظ للبنك المركزي مدفوعة بعدة أسباب منها قدرته على إجراء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي باحترافية، واستقرار السياسة النقدية في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة الراهنة.
ويعد حسن عبد الله مفاوضا محترفا مع صندوق النقد الدولي ويجيد التحدث بنفس لغة الصندوق بما يمتلكه من خبرة مصرفية ومهارات العمل مع المؤسسات المالية الدولية تجعله قادرا على إقناع الصندوق بآليات تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي بما يتماشى مع الأوضاع الاقتصادية.
وشارك حسن عبد الله، باعتباره محافظ مصر لدى صندوق النقد الدولي، في إتمام مفاوضات الحكومة حتى الحصول على موافقة الصندوق في منتصف ديسمبر 2022، على دعم برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري بقرض بقيمة 3 مليارات دولار يصرف على 46 شهرا على شرائح متساوية كل 6 شهور.
نجح حسن عبد الله في الحفاظ على استقرار إدارة السياسة النقدية رغم التحديات الكبيرة التي يعاني منها الاقتصاد المصري من تسارع معدل التضخم أي ارتفاع أسعار السلع والخدمات، ونقص وفرة النقد الأجنبي.
وساعد عدم استجابة محافظ البنك المركزي لدعوات مؤسسات التمويل الدولية بضرورة رفع سعر الفائدة على الإيداع والإقراض بما يتماشى مع التضخم في عدم الدخول في حالة ركود وحماية الدخول في دائرة مفرغة من تضخم وانخفاض الجنيه وزيادة الفائدة.
واتسمت السياسة النقدية خلال الفترة القصيرة لرئاسة حسن عبد الله البنك المركزي بالاستقرار وعدم التذبذب وهو أمر مطلوب للغاية في مثل هذه الظروف.
وتمكن حسن عبد الله من زيادة احتياطي النقد الأجنبي والحفاظ على تعهداته لصندوق النقد الدولي بسعر صرف مرن للجنيه مقابل الدولار بعدم تدخله ببيع دولارات للبنوك.
ولم يتدخل البنك المركزي بضخ دولارات للبنوك منذ يناير الماضي في سوق الإنتربنك لتمويل العمليات الاستيرادية مدفوعا بالتزاماته لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المدعوم من من صندوق النقد الدولي بسعر صرف مرن وعدم دعم الجنيه.