صعود تاريخي لبيتكوين .. اختراق يمهد الطريق لمستوى 160 ألف دولار خلال 12 أسبوعا
ارتفع سعر أكبر عملة رقمية في العالم بنسبة 34% منذ بداية العام الجاري لكنه ما زال متراجعًا مقارنة بأداء الذهب
سجلت عملة البيتكوين (BTCUSD) رقما قياسيا تاريخيا جديدا يوم الإثنين، بعدما تجاوزت مستوى 125000 دولار الذي ظل محل متابعة دقيقة من المستثمرين خلال عطلة نهاية الأسبوع، في خطوة تؤكد قوة الزخم الصعودي الذي تشهده أكبر عملة رقمية في العالم.
وجاء هذا الارتفاع اللافت مدفوعًا بعدة عوامل متشابكة، أبرزها استمرار الإقبال على المخاطرة في الأسواق العالمية، واستخدام المستثمرين للبيتكوين والذهب كوسيلتين رئيسيتين للتحوط من مخاطر التوترات الجيوسياسية وتصاعد الديون الحكومية في الاقتصادات الكبرى.
وأوضح محللو بنك جي بي مورغان في مذكرة بحثية حديثة أن هذا التوجه يمثل ما أسموه “صفقة تخفيض القيمة”، في إشارة إلى توجه المستثمرين نحو الأصول التي يُعتقد أنها ما زالت أقل من قيمتها العادلة في ظل التضخم وتآكل قيمة العملات الورقية.
في الوقت نفسه، تسارع الطلب المؤسسي على العملات الرقمية بفضل الانتشار المتزايد لصناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) الخاصة بالبيتكوين، والتي ساعدت على جذب شرائح أوسع من المستثمرين التقليديين إلى سوق الأصول المشفّرة.
فقد سجلت هذه الصناديق خلال الأسبوع الماضي تدفقات مالية قياسية بلغت 3.2 مليار دولار أمريكي، وهي ثاني أعلى حصيلة أسبوعية منذ إطلاقها في يناير 2024، ما يعكس تصاعد الثقة المؤسسية في مستقبل العملات الرقمية.
وفقا لموقع “investopedia”، ارتفع سعر البيتكوين بنسبة 34% منذ بداية العام الجاري، متفوقًا على معظم مؤشرات الأسهم العالمية، لكنه ما زال متراجعًا مقارنة بأداء الذهب، الذي حقق عائدًا قدره 50% خلال الفترة نفسها بصفته الملاذ الآمن المفضل في أوقات التقلبات.
وتم تداول العملة مؤخرًا عند 125500 دولار، بعد أن لامست اليوم أعلى مستوى تاريخي عند نحو 125800 دولار أمريكي.
من الناحية الفنية، تشير تحليلات السوق إلى أن البيتكوين اخترقت قناة هابطة استمرت نحو شهرين الأسبوع الماضي، وهو ما قد يمهد الطريق لموجة صعود جديدة خلال الفترة المقبلة.
كما يظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) أن الزخم الصعودي ما زال قويًا، إذ يقع المؤشر حاليًا عند مستويات أدنى بكثير من ذروته المسجلة في ديسمبر الماضي، مما يمنح البيتكوين مساحة كافية لمواصلة الارتفاع قبل الوصول إلى مرحلة التشبع الشرائي.
ووفقًا لتحليل أنماط الأعمدة السعرية، يمكن للمستثمرين توقع استمرار الاتجاه الصاعد إذا ما تكرر النمط الذي تشكل بين أواخر أبريل ومنتصف يوليو.
وتطبيق هذا النمط على نقطة الاختراق الأخيرة يُشير إلى إمكانية صعود السعر إلى حوالي 160000 دولار أمريكي خلال 12 أسبوعًا، في حال استمرت القوة الشرائية عند المستويات الحالية.
في المقابل، يوصي المحللون بمراقبة مستويات الدعم الرئيسية أثناء فترات التراجع المحتملة،
يشير الفنيون إلى أن منطقة 107000 دولار تمثل أول مستويات الدعم المهمة، إذ تقع فوق المتوسط المتحرك لـ50 أسبوعًا وتلامس القيعان المسجلة في الشهر الماضي، إلى جانب المستويات المرتفعة التي ظهرت على الرسم البياني خلال ديسمبر ويناير الماضيين.
أما في حال كسر هذا المستوى، فقد تتجه الأسعار لاختبار دعم ثانٍ قرب 92000 دولار أمريكي، وهي منطقة قد تجذب اهتمامًا جديدًا من المستثمرين الباحثين عن فرص دخول.
وإذا شهد السوق تصحيحًا أعمق، فقد يمتد الانخفاض إلى مستوى 74000 دولار، وهو مستوى يُعد نقطة التقاء دعم قوية ناتجة عن ذروة مارس وقاع أبريل من عام 2024.
وبينما تختلف التقديرات بشأن المدى الزمني للصعود المقبل، يجمع المراقبون على أن البيتكوين تدخل مرحلة جديدة من اكتشاف الأسعار في ظل ازدياد الوعي المؤسسي وتنويع المحافظ الاستثمارية باتجاه الأصول الرقمية.
ومع تنامي الطلب من الصناديق الكبرى وتزايد الثقة في بنية السوق، يبدو أن المسار نحو 160 ألف دولار لم يعد مجرد احتمال بعيد، بل سيناريو ممكن في ظل ديناميكية السوق الراهنة.
