تراجع الدولار مع استعداد المتداولين لعودة ترامب للبيت الأبيض

اتخذ الدولار موقفا دفاعيا في بداية أسبوع محوري اليوم الإثنين مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث سيكون خطاب تنصيبه في وقت لاحق من اليوم هو المحور الرئيسي للمستثمرين الذين يأملون في فك رموز سياساته الفورية.

 

ارتفع الين، متمسكا بأعلى مستوى في شهر الذي لامسه الأسبوع الماضي، مع مراهنة المتعاملين على أن بنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع، مما يرفع تكاليف الاقتراض قصير الأجل إلى مستويات غير مسبوقة منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.

 

من المتوقع أن يكون حجم التداول ضئيلا بسبب إغلاق الأسواق الأمريكية بمناسبة عطلة يوم مارتن لوثر كينغ جونيور وفق رويترز.

 

ويظل مستثمرو العملات المشفرة في وضع الاحتفال، في انتظار الأوامر التنفيذية من ترامب والتي تهدف إلى تقليل العوائق التنظيمية وتعزيز التبني الواسع النطاق للأصول الرقمية.

 

سعى ترامب إلى جمع أموال حملة العملات المشفرة ووعد بأن يكون “رئيسًا مشفرًا” وأطلق عملة رقمية يوم الجمعة، والتي ارتفعت فوق 70 دولارًا في وقت ما بقيمة سوقية تزيد عن 15 مليار دولار. وأظهرت كوين ماركت، أن آخر تداول لها كان عند حوالي 58 دولارًا.

 

تراجعت عملة البيتكوين، العملة المشفرة الأشهر في العالم، قليلا إلى 102550 دولارا يوم الاثنين. وكانت العملة قد ارتفعت بنسبة 80% منذ الانتخابات الأمريكية في أوائل نوفمبر، لتلامس أعلى مستوى لها على الإطلاق الشهر الماضي.

 

والأضواء مسلطة الآن على السياسات التي سينفذها ترامب في أول يوم له في منصبه. ففي تجمع حاشد يوم الأحد، قال ترامب إنه سيفرض قيوداً صارمة على الهجرة.

 

يتوقع استراتيجيو جولدمان ساكس أن تؤدي التغييرات في السياسة الأمريكية إلى دعم قوة الدولار ولكنهم حذروا من المخاطر في الأمد القريب بسبب توقعات السوق باتخاذ إجراءات سريعة بشأن الرسوم الجمركية.

 

وبدلاً من ذلك، يتوقع استراتيجيو جولدمان سلسلة من الأخبار التي تتصدر عناوين الصحف بمرور الوقت بشأن التعريفات الجمركية، على غرار رئاسة ترامب الأولى. “نعتقد أن العاصفة تتجه الآن. ونتوقع أن يكون من المفيد التحلي بالصبر”.

 

وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، 0.16% إلى 109.16، لكنه ظل بالقرب من أعلى مستوى في 26 شهرا عند 110.17 الذي لامسه الأسبوع الماضي.

 

وارتفع المؤشر بنسبة 4% منذ الانتخابات، حيث يتوقع المتداولون أن سياسات ترامب ستعزز النمو، ولكنها قد تكون تضخمية أيضا، مما يستلزم رفع أسعار الفائدة لفترة أطول.

 

وارتفع اليورو 0.26% إلى 1.029775 دولار، لكنه ظل قرب أدنى مستوى في عامين الذي لامسه الأسبوع الماضي مع تزايد التهديدات بفرض رسوم جمركية. وارتفع الجنيه الاسترليني 0.27% إلى 1.2201 دولار.

 

وقال تييري ويزمان، استراتيجي الصرف الأجنبي العالمي وأسعار الفائدة في ماكواري، إنه عندما يتعلق الأمر بالرسوم الجمركية، فإن المتداولين في وضع “الانتظار والترقب” في أفضل الأحوال، وفي أسوأ الأحوال، كانوا غير راغبين إلى حد كبير في إعطاء الانكماش في الولايات المتحدة فرصة الشك.

 

ويراقب المستثمرون أيضا التطورات في الشرق الأوسط بعد أن أطلقت حماس سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين وأطلقت إسرائيل سراح 90 أسيراً فلسطينياً يوم الأحد، في أول يوم من وقف إطلاق النار الذي أوقف حرباً استمرت 15 شهراً.

 

وسجل الين في أحدث تعاملات 155.98 ين مقابل الدولار، وهو مستوى غير بعيد عن أعلى مستوى في شهر عند 154.98 الذي لامسه يوم الجمعة، فيما قالت مصادر لرويترز إن بنك اليابان المركزي من المرجح أن يرفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع ما لم تحدث صدمات في السوق عندما يتولى ترامب منصبه.

 

وقال محافظ البنك المركزي الياباني كازو أويدا ونائبه الأسبوع الماضي إن البنك سيناقش ما إذا كان سيرفع أسعار الفائدة، في إشارة إلى نية رفع تكاليف الاقتراض في اجتماع السياسة المقرر عقده يومي 23 و24 يناير.

 

وستكون زيادة أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان هي الأولى منذ يوليو الماضي عندما صدمت الخطوة، إلى جانب بيانات ضعيفة عن الوظائف في الولايات المتحدة، المتعاملين وأثارت موجة من التراجع في السوق العالمية في أوائل أغسطس.

 

قال كبير خبراء الاقتصاد في بنك إتش إس بي سي في آسيا فريد نيومان إن البيانات الاقتصادية في اليابان تشير إلى أن تطبيع السياسة النقدية أمر ضروري بالتأكيد هذا العام.

 

وقال نيومان في حدث التوقعات الذي نظمه بنك إتش إس بي سي في سنغافورة إنه كان ينبغي لبنك اليابان أن يرفع أسعار الفائدة في ديسمبر.

 

وأضاف “لذا فإننا نعتقد أنه من الجيد الآن أن نفعل هذا (رفع أسعار الفائدة)”.

ارتفعت عملة الميم، المعروفة أيضًا باسم $TRUMP، بنسبة 73% إلى 46.06 دولارًا خلال ساعات التداول الآسيوية يوم الاثنين، مما يمنحها قيمة سوقية تبلغ حوالي 9.2 مليار دولار، وفقًا لـ CoinMarketCap., يفتح علامة تبويب جديدةبلغ حجم تداولاته على مدار 24 ساعة 42.2 مليار دولار وفق رويترز.

وأطلق ترامب يوم الجمعة الرمز الرقمي الذي يحمل صورة محاولة اغتياله في يوليو، مما أدى إلى توسيع اهتماماته بالعملة المشفرة والتي تشمل بالفعل World Liberty Financial .

 

حتى المشاركين في مجتمع العملات المشفرة فوجئوا بإطلاق عملة ترامب الميمية.

 

وقال جاستن دي أنيثان، وهو محلل مستقل للعملات المشفرة ومقره هونج كونج: “في حين أنه من المغري رفض هذا باعتباره مجرد مشهد آخر لترامب، فإن إطلاق رمز ترامب الرسمي يفتح صندوق باندورا المليء بالأسئلة الأخلاقية والتنظيمية”.

 

ويعمل مشروع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لجعل الولايات المتحدة عاصمة الكريبتو حول العالم على تبني استراتيجية شاملة تهدف إلى إدماج العملات المشفرة وتقنيات البلوكشين في النظام الاقتصادي الأميركي بشكل كامل، مع تعزيز مكانتها كقوة اقتصادية عالمية.

 

يتطلب نجاح هذا المشروع وضع إطار تنظيمي شفاف يدعم استخدام العملات الرقمية، إذ يمكن أن تلعب القوانين واللوائح الواضحة دوراً محورياً في جذب الاستثمارات وحماية الأسواق من الاحتيال وغسل الأموال، مع توفير بيئة مرنة تشجع الابتكار في هذا المجال.