مصدرك الأول في عالم البنوك

هل تستغل روسيا ورقة الغاز للضغط علي أوروبا لعدم طردها من “سويفت”.. ومدي تداعيات الأزمة علي مصر

مع تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية، وإقتراب الجيش الروسي من العاصمة الأوكرانية، طالبت “كييف”، بمعاقبة روسيا، وذلك عبر استبعادها من نظام “سويفت” المصرفي.

ورغم تصريحات الرئيس الأميركي، جو بايدن، حول توحد جهود واشنطن وأوروبا لمواجهة العدوان الروسي على أوكرانيا بفرض عقوبات صارمة، إلا أن هناك تردد من بعض الدول الأوروبية لإستبعاد روسيا من “سويفت” نظراً لإعتماد الكثير منها على الغاز الروسي كمورد رئيسي للطاقة، بالإضافة إلي القمح والعديد من السلع الأخرى.

ومع تزايد المطالب العالمية بترويض روسيا، تترقب مصر، ماستسفر عنه قرارات الدول الأوربية لمعاقبة “الدب الروسي” ومنها استخدام ورقة “السويفت” والتي من المتوقع أن تؤثر علي التحويلات المصرفية بين مصر وموسكو، حيث تعتبر روسيا وأوكرانيا أكبر مصدرين للقمح إلى مصر.

 

نظام سويفت

ما هو نظام سويفت:

هي خدمة مصرفية معروفة رسميًا باسم منظمة الاتصالات المالية العالمية بين البنوك، وتربط أكثر من 11 ألف مؤسسة مالية في أكثر من 200 دولة حول العالم.

كما أن “سويفت” لاتحتفظ بالأموال أو تحولها، ولكنها تسمح للبنوك بإبلاغها بالتبادلات التي تهمها، فهو نظام مراسلة فوري يخبر المستخدمين بموعد إرسال المدفوعات وتسلمها.

ويرسل هذا النظام أكثر من 40 مليون رسالة يومية، تتضمن تداول تريليونات الدولارات بين الشركات والحكومات.

 

نظام سويفت

عواقب طرد روسيا من “سويفت”

يواجه مطلب عزل روسيا من نظام سويفت، تحفظات العديد من الدول لاسيما التي تعتمد بشكل كبير علي الطاقة والقمح الروسي.

وأعلنت بعض الدول الأوروبية ومنها، ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، إعتراضها علي تنفيذ هذا القرار لتخوفها من تأثر تعاملات الشركات، من تفعيل القرار.

كما قال مسؤول تنفيذي كبير في بنك أجنبي لصحيفة فاينانشيال تايمز، إن القرار سيؤدي إلى فوضى كبيرة في روسيا، لكنه أيضًا سيسد قناة رئيسية يدفع من خلالها الأوربيين ثمن الغاز الروسي الذي يحتاجون إليه بشدة.

فيما تعتبر روسيا التلويح بورقة السويفت بمثابة “إعلان حرب”، وفقا لوصف رئيس الوزراء الروسي السابق ديمتري ميدفيديف.

وتعتمد روسيا بشكل كبير على نظام سويفت نتيجة المليارات من صادرات النفط والغاز التي تُباع بالدولار، وهي بالتالي معرضة لخسارة جزء كبير من عائدات تصدير النفط وتجارتها الخارجية.

في عام 2014، تم التلويح بالتهديد بهذه العقوبة بعد غزو شبه جزيرة القرم، وقدر وزير المالية الروسي في ذلك الوقت تأثير مثل هذا الإجراء بنسبة 5% من الناتج المحلي الإجمالي الروسي.

 

الصين وروسيا

“الصين” الأكثر استفادة من طرد روسيا من “سويفت”

أنشأت الصين نظام مدفوعات خاص بها لمنافسة “سويفت”، لذا في حال إتخذت أمريكا والدول الأوربية قراراً بعزل روسيا قد يسرع ذلك من وتيرة استخدام المنصة الصينية، وهو مايخشاه الدول الأوروبية.

القمح والنفط

كيف ستتأثر مصر من الحرب الروسية الأوكرانية:

تباينت تداعيات الأزمة المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا على الاقتصاد المصري، إذ تأثرت رحلات السياحة الأوكرانية القادمة لمصر، ووضعت الأخيرة خطة لاستيراد القمح من 14 سوق بديلة لروسيا وأوكرانيا.

كما يعد ارتفاع أسعار النفط عالميا هو أبرز التداعيات على الموازنة العامة المصرية، والتي قدرت سعر برميل النفط عند مستوى 61 دولار في حين يتجاوز حاليا 96 دولار للبرميل.

وحول تأثير الخلاف بين روسيا وأوكرانيا على صادرات الغاز المصري، قال ياسر عمر، وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن صادرات مصر من الغاز الطبيعي في تزايد منذ عام 2018، حيث تحولت مصر منذ هذا العام من دولة مستوردة للغاز إلى مصدرة، ويتوقع أن يرتفع الإقبال على الغاز المصري لتعويض نقص إمداد الغاز الروسي لأوروبا حال تزايد حدة التوتر بين روسيا وأوكرانيا، وقد تصل إلى أسعار الغاز إلى أرقام قياسية.

وبلغت صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال 3.9 مليار دولار خلال عام 2021 بنسبة نمو 550%، وذلك من إجمالي 12.9 مليار دولار صادرات بترولية العام الماضي، بحسب بيانات رسمية.

أما بالنسبة لحجوزات السياح الروس، يقول إلهامي الزيات، رئيس الاتحاد العام للغرف السياحية سابقًا، ووكيل شركة الطيران الأوكرانية في مصر، إنها لم تتأثر بالتوترات السياسية بين روسيا وأوكرانيا.

في حين تراجعت عدد الرحلات السياحية من أوكرانيا على مقاصد شرم الشيخ والغردقة، غير أنه أكد أن هذا التراجع لم يؤثر سلبًا على السياحة المصرية، نظرًا لأن السياح الأوكرانيين يمثلون نسبة ضئيلة من السياحة الوافدة لمصر في المواسم الأخيرة بعد تحسن أعددا السياح الوافدين من أسواق بريطانيا وفرنسا وألمانيا والذين يمثلون الجزء الأكبر في الوقت الحالي وتتوافد على مقاصد أسوان والأقصر.

أضاف أن عدد رحلات الطيران القادمة من أوكرانيا تراجعت تدريجيًا إلى 5 رحلات أسبوعيًا منذ حوالي شهر قبل أن تتوقف نهائيًا، وتمثل هذه الرحلات نسبة 3-4% من إجمالي الرحلات السياحية الوافدة لمصر، مشيرًا إلى أن السياحة الأوكرانية لا تؤثر على إيرادات السياحة المصرية لأنها الأقل إنفاقا وعددا.

أما بالنسبة للقمح، تعتبر مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، حيث استوردت نحو 12.9 مليون طن عام 2020 للحكومة والقطاع الخاص بقيمة 3.2 مليار دولار، وفقاً لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

وتعتبر روسيا وأوكرانيا أكبر مصدرين للقمح إلى مصر، تليهما رومانيا، فروسيا وحدها تصدر ما يقرب من 80% من مجموع ما تسورده مصر، وأوكرانيا تصدر حوالي 5%.

ووفقا لتقرير رسمي لمكتب شئون الزراعة الأمريكي في القاهرة، فإن أكبر الموردين الأجانب من القمح للسوق المصرية فى العام التسويقى 2021/2020، هم: روسيا فى المرتبة الأولى بحجم 8.13 مليون طن، ثم أوكرانيا بواردات بلغت 2.45 مليون، والاتحاد الأوروبى بواقع 1.08 مليون.

وتوقع وزير التموين علي مصيلحي انخفاض واردات مصر من القمح في العام الجاري 2022 بنحو 300 ألف طن، على الرغم من ذلك، فهناك زيادة مستمرة في الاستهلاك، حيث يرجح التقرير الأمريكي أن يبلغ حجم الاستهلاك المحلى من القمح في عام 2021-2022 نحو 21 مليون طن بزيادة %1.9 عن تقديرات العام التسويقى الماضى البالغة 20.6 مليون طن.

وإذا طال أمد الحرب فسوف يكون لها تأثيرات مباشرة على أسعار التصدير إلى مصر فضلا عن إشكاليات توافر الأقماح وفترات تصديرها.

القمح

خطط مصرية بديلة لاستيراد القمح

قال السفير نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إن الحكومة لديها خطط بديلة للتعامل مع أزمة استيراد القمح في ضوء الحرب الروسية الأوكرانية.

أضاف إن مصر لديها قائمة معتمدة من وزارة التموين لـ 14دولة لاستيراد القمح منها غير روسيا وأوكرانيا، وهناك العديد من الدول ضمن هذه القائمة خارج القارة الأوروبية.

أشار إلي أن المشكلة الحقيقة التي ستواجهنا هي ارتفاع سعر القمح وأيضا قدرة الدول الأخرى على توفير الطلب العالمي.

التبادل التجاري بين مصر وروسيا

في سطور .. حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا

• بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، سجل حجم التبادل التجاري خلال أول 9 أشهر من عام 2021 نحو 2.7 مليار دولار مقابل نحو 2.4 مليار دولار في نفس الفترة من عام 2020، بزيادة 13.2%.

• ارتفعت قيمة الواردات المصرية من روسيا إلى 2.3 مليار دولار خلال أول 9 أشهر من عام 2021 مقابل 2 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2020، بنسبة زيادة 13.3%.

• تأتي الحبوب على رأس واردات مصر من روسيا خاصة القمح، الوقود المعدني، المعادن والنحاس والطائرات.

• بلغت صادرات مصر لروسيا نحو 398.1 مليون دولار خلال أول 9 أشهر من العام الماضي مقابل 354.7 مليون دولار في نفس الفترة من عام 2020 بنسبة زيادة 12.2%.

• تأتي الحاصلات الزراعية بما فيها الفاكهة المصرية على رأس صادرات مصر لروسيا، بالإضافة إلى الخضروات والملابس.

• بحسب بيانات البنك المركزي المصري، احتلت روسيا المركز الـ 11 بين قائمة أهم الشركاء التجاريين لمصر خلال عام 2020-2021 بقيمة تبادل تجاري 3.3 مليار دولار، منها نحو 3.1 مليار دولار واردات.

التبادل التجاري بين مصر وأوكرانيا

في سطور .. حجم التبادل التجاري بين مصر وأوكرانيا

• سجل حجم التبادل التجاري بين أوكرانيا ومصر في أول 7 شهور من 2021 نحو 894.2 مليون دولار، وفق ما صرح به روسلان نيشاي، مستشار سفارة كييف بالقاهرة لشئون التجارة والاقتصاد.

• بلغت واردات مصر من أوكرانيا خلال نفس الفترة 830.8 مليون دولار.

• تتمثل أهم واردات مصر من أوكرانيا، في الحديد، الصلب، الفولاذ ومنتجاتهم، الذرة، القمح، زيت عباد الشمس، فول الصويا، التبغ، عربات نقل الديزل، اليوريا والأبقار.

• صدرت مصر منتجات إلى أوكرانيا خلال الفترة نحو 63.4 مليون دولار.

• أبرز صادرات مصر إلى أوكرانيا (الخضروات، الفاكهة، البطاطس، البصل، الأدوية، الملابس الجاهزة، شرائح بوليمرات الإيثلين، الزجاج مسطح والصابون).

• بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وأوكرانيا نحو 1.6 مليار دولار خلال عام 2020 بزيادة 47% عن العام السابق عليه، وفقا لوزيرة التجارة والصناعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.