مصدرك الأول في عالم البنوك

الاتحاد المصري للتأمين يستعرض دور القطاع في حماية مشروعات الطاقة المتجددة

نظم الاتحاد المصري للتأمين بالتعاون مع الشركة الأفريقية لإعادة التأمين تحت عنوان “التأمين المستدام والطاقة المتجددة”؛ وذلك إستكمالاً للتعاون المثمر بين الاتحاد والشركة الأفريقية من خلال إقامة سلسلة من ورش العمل برعاية الأخيرة.

وجاء ذلك بهدف دعم وتطوير سوق التأمين المصري بحضور حوالى 100 مشارك من شركات التأمين العاملة بالسوق المصرية ومن الهيئة العامة للرقابة المالية.

وفي مستهل ورشة العمل، قال علاء الزهيري، رئيس الاتحاد المصري للتأمين، إن التأمين المستدام هو أحد الموضوعات الحيوية التي فرضت نفسها بقوة على المشهد العالمي وهو ما دفع الاتحاد إلى إنشاء لجنة متخصصة للتأمين المستدام لمواكبة المستجدات العالمية.

ووجه الزهيري الشكر للشركة الأفريقية لإعادة التأمين على حرصها على دعم السوق المصرى من خلال رعاية مثل هذه الورش التدريبية التي تهدف إلى صقل خبرات العاملين بالسوق المصرى وإطلاعهم على أحدث المستجدات في سوق التأمين.

وأشار إلى أن هذه الورشة هي ورشة تفاعلية داعياً الحضور إلى التفاعل الايجابى مع المحاضرين من خلال إلقاء الأسئلة لتحقيق الإستفادة المنشودة من تلك الورشة، موجهاً الشكر لقيادات الشركة الأفريقية على الجهد المبذول من سيادتهم في إعداد المادة العلمية الخاصة بهذه الورشة.

من جانبه قال جمال صقر، المدير الإقليمي للشركة الأفريقية لإعادة التأمين بمنطقة شمال شرق أفريقيا والشرق الأوسط، إن الدولة المصرية بدأت منذ فترة التوسع في إقامة المشروعات المتعلقة بالطاقة المتجددة مما يلقى بالمسئولية على قطاع التأمين بالقيام بتوفير التغطيات التأمينية التي

تناسب تلك المشروعات.
وأكد صقر على حرص الشركة على إستمرار التعاون مع الاتحاد المصري للتأمين، مؤكداً على أن الهدف من مثل هذه الورش هو تنمية وتطوير الكوادر البشرية بالسوق المصرية والذى يعد أحد أهم الأسواق لشركة أفريكا ري؛ مشيراً إلى أن الشركة تمتلك 7 مقرات دائمة في 7 دول مختلفة وأن مصر هي واحدة من هذه الدول وهو ما يعكس تقدير شركة أفريكا رى للسوق المصرى.

وأشار إلى أن موضوع الورشة حول التأمين المستدام والطاقة المتجددة هو أحد الموضوعات الهامة التي تقع في قلب توجهات الدولة المصرية وأكبر دليل على ذلك هو حرص مصر على استضافة مؤتمر المناخ 27COP في العام الماضي.

وافتتح الدكتور طارق سيف، أمين عام الاتحاد الجلسة الأولى للورشة تحت عنوان “دوافع الاستدامة في قطاع التأمين”، موضحاً أن الطاقة المتجددة هي من الأخطار الناشئة التي لا يوجد عنها معلومات أو خبرة اكتتابية كافيه لأمن حيث التعرض Exposure و من حيث سجل الخسارة Loss record ، مما دعى البعض بتسميتها the unknown unknowns، بل أن بعض الكتاب والممارسين وصفو الاكتتاب فيها بأنه اكتتاب دون بصيرة كافية Underwriting in the dark لأن يتم تسعيره وبالتالي ومن هنا تأتى أهمية هذه الورشة للتعرف على طبيعة هذا الخطر وسماته حتى يتسنى للمعنيين بصناعة التأمين تصميم المنتجات التأمينية الملائمة له والقدرة على اكتتابه.

ثم بدأت سينا حبوس، مستشار الاستدامة السابق للهيئة العامة للرقابة المالية وللاتحاد المصرى للتأمين، الجلسة بالإعراب عن سعادتها بوجود هذا العدد من الحضور، طالبة منهم إثراء المناقشات في الجلسة من خلال التفاعل الإيجابى مع المناقشات وإلقاء الأسئلة لأن ذلك سيساهم في تبادل الخبرات.

ثم بدأت في إلقاء المادة العلمية من خلال إلقاء الأسئلة على الحضور وتحليل الإجابات عن تلك الأسئلة حيث تم إلقاء الضوء على عدد من الجوانب الهامة المتعلقة بالاستدامة والتأمين المستدام، منوهةً أن أسباب نجاح شركة التأمين تتمثل في وجود الإدارة الرشيدة للشركة وأن يدرك مجلس إدارتها أهمية التخطيط السليم وفهم ما يحدث في السوق من مستجدات والإطلاع على ما يطرأ على الأسواق العالمية من متغيرات، بجانب فهم إحتياجات العملاء والتغير الذى قد يطرأ على اتجاهات العملاء.

وحول المتغيرات التي قد تؤثر على قطاع التأمين، أوضحت حبوس أن قطاع التأمين يعد أكثر القطاعات تأثراً بالمتغيرات العالمية السياسية والاقتصادية والبيئية وغيرها، والتي منها على سبيل المثال الحروب: والتي تؤثر على أسعار العملات مما ينعكس على أسعار التأمين وإعادة التأمين، وكذلك التطور التكنولوجى المتلاحق والذي يؤثر على الشركة بشكل إيجابى في حالة مواكبتها لهذا التطور حيث يساهم في الحد من عمليات الاحتيال ويزيد من حجم عملاء الشركة ممن أصبحت تصل لهم الخدمات التامينية عن طريق الوسائل التكنولوجية المتطورة مثل التليفون المحمول.

كما استعرضت سينا حبوس علاقة قطاع التأمين بالتنمية المستدامة وإيضاح مفهوم التأمين المستدام.

وأوضحت “حبوس” أن التنمية المستدامة هي التنمية التي تلبي احتياجات الجيل الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها، منوهةً أنه لمواجهة المخاطر الناشئة الجديدة يجب على شركات التأمين أن تصبح مستدامة.

وحول تعريف التأمين المستدام، أشارت “حبوس” أنه هو المنهج الذى يمكن من خلاله تحويل صناعة التأمين نحو ممارسات مستدامة ومسؤولة؛ منوهةً أنه تقدم مبادئ التأمين المستدام خارطة طريق عالمية لتطوير وتوسيع نطاق إدارة المخاطر وإيجاد حلول تأمين مبتكرة لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة والمياه النظيفة والأمن الغذائي والمدن المستدامة والمجتمعات المرنة ازاء مواجهة الكوارث.

واستعرضت “حبوس” التحديات التي تواجه التأمين المستدام في مصر، منوهاً أن أبرز هذه التحديات تتمثل في أنه لا يزال معدل اختراق التأمين محدوداً، بجانب عدم توافر البيانات الكافية لقياس المخاطر بشكل مناسب وخاصة الأخطار المناخية، وقلة الخبرة، بالإضافة إلى احتياج تنسيق أقوى بين الجهات الفاعلة في القطاع.

وحول التأمين والأخطار المرتبطة بالمناخ، قالت إن الدور الذي تلعبه شركات التأمين وعملية تسعير المخاطر “الخضراء” أو “المناخية” أو “البيئية” لا تختلف عن أي مخاطر أخرى تم افتراضها على مر القرون، منوهةً أنه لا يمكن لشركات التأمين أن تلعب دورًا رئيسيًا في مجال مخاطر المناخ إلا إذا تم استيفاء شرطين.

وأشارت إلى الشرطين هما أنه يُسمح لشركات التأمين بفرض أقساط مناسبة للأخطار على المنتجات الجديدة المصممة للتخفيف من مخاطر المناخ، كما يُسمح لشركات التأمين بتعديل أقساط التأمين ومعايير الاكتتاب وتقييم الأخطار وممارسات إدارة المخاطر لتعكس التغيرات الفعلية والمتوقعة الناشئة عن التهديدات المناخية.

كما استعرضت “حبوس” الفرص الجديدة التي يمكن للتغيرات المناخية إتاحتها أمام صناعة التأمين والمنتجات التي يمكن أن تساهم في تدعيم أجندة الإستدامة.

وأشارت إلى نماذج لمنتجات التأمين المستدام، وهي مواءمة مبادئ حوكمة الإستدامة الثلاثية لمنتجات التأمين الحالية، وخاصة التأمين على الممتلكات، بجانب التأمين ضد مخاطر المناخ هو تأمين ضد مخاطر الكوارث الناجمة عن المناخ مثل الجفاف والفيضانات والأعاصير والزلازل، والتأمين متناهى الصغر

ونوهت أن هذه النماذج تتمثل أيضاً في تأمين السيارات الكهربائية، وتأمين التنوع البيولوجي القائم على الطبيعة (الشعاب المرجانية وتأمين حماية الشواطئ).

ولفتت إلى عدد من شركات التأمين وإعادة التأمين العالمية أصبحت توجه إستثمارات ضخمة للتأمين المستدام وأن على باقى الشركات أن تحذو نفس حذوها نظراً لأن أهمية تطبيق مبادئ الاستدامة هو امر ملح للحفاظ على الحياة على هذا الكوكب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.